الكلاب مش ذئاب: الحكاية المدهشة لتطوّر أقرب صديق للإنسان
- Amina El Shazly
- Oct 28
- 1 min read
قصة الكلب اللي نعرفه النهارده هي واحدة من أعجب القصص في عالم التطور. رغم إن الكلاب بتشارك حوالي ٩٨.٨٪ من الحمض النووي بتاعها مع الذئب الرمادي، إلا إنهم مش نفس الكائن إطلاقاً. زي ما البشر بيشاركوا جزء كبير من الـDNA مع الشمبانزي، بس الفرق الصغير ده هو اللي بيغير كل حاجة.
على مدار حوالي ٣٠ ألف سنة من الانتقاء الطبيعي والمستأنس والموجّه، اتغيّر شكل الذئب القديم تماماً وبقى الكائن اللي بنحبه، اللي بيعيش معانا، وبيفهمنا، وبيشاركنا حياتنا.

أصل مشترك.. بس مش نفس القصة
العلماء متفقين إن الكلاب والذئاب ليهم سلف مشترك، بس لحد النهارده مفيش إجماع على فين وإمتى حصلت عملية الاستئناس. الأبحاث الجينية والحفريات هي اللي ساعدت العلماء يفكّوا اللغز ده.
حسب دراسة Freedman و Wayne (2017)، الذئب الرمادي هو أقرب قريب حيّ للكلب. بس الأبحاث الجديدة اللي عملها Bergström ورفاقه سنة ٢٠٢٢ وضّحت حاجة مدهشة: إن الكلاب ليها سلالتين من الأجداد مش سلالة واحدة!
الدراسة بيّنت إن الكلاب القديمة اللي كانت في سيبيريا وشرق آسيا والأمريكتين أصلها كله جاي من ذئب من شرق أوراسيا، في حين إن الكلاب اللي في الشرق الأوسط وأفريقيا واخدة لحد ٦٠٪ من جيناتها من ذئب غربي أوراسي. المعنى؟ إن البيئة والاحتكاك بالبشر غيّروا في صفات الكلاب الأولى وخلّوا كل مجموعة تطوّر بشكل مختلف.
من صراع البقاء لعِشرة العمر

في البرية، الذئاب اتطورت تحت تأثير الانتقاء الطبيعي علشان تعرف تصطاد وتعيش، فجمجمتها وأسنانها اتغيّروا عشان يناسبوا أنواع أكل مختلفة، وكمان حاسة الشم اتطورت أكتر من مرة بين و ٤٥ ٢٥ ألف سنة فاتت (Björnerfeldt وآخرون، 2007).
بس لما الإنسان بدأ يعتني بالكلاب الأولى، ظهر نوع جديد من الانتقاء: الانتقاء المسترخي. بمعنى إن الصفات اللي كان ممكن تختفي في الطبيعة، بقت تكمل لأنها مش بتهدد البقاء. العدوانية مثلًا تجاه البشر مابقاش ليها لازمة.
بعدها جه الانتقاء الصناعي، لما البشر بدأوا يربّوا الكلاب لأعمال معينة زي الصيد والرعي والحراسة. الجمجمة اتغيّرت، والمواد الكيمياوية فيها كمان اتأثرت، وده خلاهم أكتر اجتماعية وأكتر تقبّلاً للبشر (Saetre وآخرون).
كائن بيفهمنا أكتر من أي نوع تاني
أكتر حاجة بتميز الكلاب عن الذئاب هي قدرتهم على فهم الإنسان. دراسة مشهورة لـ Hare وآخرين سنة ٢٠٠٢ أثبتت إن الكلاب أقدر من الشمبانزي وحتى من الذئاب اللي اتربّت على يد الإنسان على فهم إشاراتنا زي الإشارة بإيدينا أو نظرة العين.
الكلب مش بس بيعيش معانا، ده بيقرأنا. بيحس بفرحنا، بحزننا، وبروتين يومنا. علشان كده الكلب بيعرف إمتى هتنزله يتمشى حتى قبل ما تمسك السلسلة.
علاقة فريدة من نوعها

من خلال الانتقاء الطبيعي والمسترخي والصناعي، تطوّر الكلب جنب الإنسان في رحلة مشتركة مفيش زيّها في أي أنواع حيوانات تانية. اللي بدأ كتحالف للبقاء بقى صداقة حقيقية مليانة حب وثقة وتفاهم.
رغم إن الكلاب بتشارك الدِّيب في ٩٨.٨% من الـDNA بتاعهم، الـنسبة الصغيرة اللي فاضلة دي بتحكي القصة كلها، قصة التطوّر، والتدجين، والتحوّل من غرايز البقاء في الغابة لعلاقات اجتماعية مع الإنسان، ومن حياة البرية لصحوبية وحُب ومعايشة.




Comments